ويقول a: ( لو أن
لابن آدم واديين من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)[1]
ولكنه مع إقراره
هذا لا يذهب مذاهب الواقعيين الذين لم يفهموا الطبيعة البشرية، ولم يفهموا سنة
التدافع فيها لتسير الحياة سيرا مستقيما كما يسير الكون جميعا، فلذلك نزعوا القيم
من المال جلبا وإنفاقا، واستغرقوا في حب المال، وفسروا به حركة الكون والتاريخ.
والنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يصف
هؤلاء بعدم العقل وإن حازوا النياشين وشيدت لهم التماثيل،قال a: (الدنيا
دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له )[2]
والقرآن الكريم
يخاطب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بأن لا تغره تلك الأموال الكثيرة والأرصدة الضخمة
المودعة في كل البنوك، بل ينهاه عن مجرد الإعجاب بها، قال تعالى :﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا
أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾(التوبة:55)
والقرآن الكريم
ينبه هنا إلى حقيقة ضخمة تغيب عن الذين تسكر أرواحهم بحب المال، وهي أن ذلك المال
نوع من العذاب الذي يسلط عليهم في الدنيا قبل الآخرة كما قال تعالى :P أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ
مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ