عن الإنسان الغافل
يوم يكتشف تلك الحقيقة فيصيح بندم عظيم لا تقله الجبال:﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِي هَلَكَ عَنِّي
سُلْطَانِي﴾
(الحاقة:29)
وضرب لها المثل
بعم النبيa الذي دأب على عداوته مع كونه ابن أخيه، وتشير السورة
إلى سبب من الأسباب الكبرى لتلك العداوة، قال تعالى :﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا
أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَب﴾ (المسد:3)
فتلك الأموال التي
شغلته عن الحق لم تغن عنه شيئا ولن تغني عنه شيئا.
وعبر عنها a بقوله : (
يقول العبد مالي ومالي وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى
فأقنى، ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس)[1]
ثم بينت النصوص أن
المال ليس هو المقياس على تطور المجتمعات وتحضرها، بل المقياس هو القيم، ولذلك لم
يفرح المؤمنون بمال قارون، ولم تغرهم زينته كما قال تعالى يصور موقفهم : ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ
الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ
اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا
يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾(القصص:77)
وذلك هو ما أدب به
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أمته حيث حرم عليها استعمال الذهب والفضة والتحلي بها، لأنه
يعلم أنه ستفتح لهم الأرض، ولن يستطيع المثقل