قلت: لقد ذكر
القرآن الكريم ذلك، فقال تعالى:﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا
عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ
لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ (لأعراف:138)
قال: فهل
صبروا على عبادة ربكم بعد غياب موسى عنهم؟
قلت: كلا..
فمع أن غيابه لم يدم طويلا إلا أنهم ذهبوا يعبدون العجل.
قال: لا تسئ
فهمهم.. هم لم يعبدوا الجهل.. وإنما نفروا من عبادة ربكم.. بل قالوا لموسى: إننا
نرضى بديلا عن إلهك بأي شيء.. ولو بعجل.
قلت: أشم
منهم مثل هذه الرائحة، فهم يتحدثون عن الله، وكأنه رب موسى لا ربهم، وقد قال تعالى عنهم لما أمرهم موسى u بدخول الأرض المقدسة :﴿ يَا مُوسَى إِنَّا
لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا
إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾
(المائدة: 24)
قال: فإذا
علمت ذلك، فاعلم أن الهيكل الذي سيبنونه لم يقصدوا ببنائه غيري.
قلت: لقد
أخبر a أنك ستخرج من خلّة بين الشام والعراق،
فهل في هذه الخلة يكون هيكلك؟
قال: أنا لا
وطن لي.. أنا لا أريد أن يستعبدني أي وطن.. وكيف يستعبدني وأنا الإله.. الإله
الأوحد.. ألم يقل نبيكم عندما سئل:( وما إسراعه في الأرض؟)، فقال :( كالغيث استدبرته
الريح)
قلت: أجل..
قال: فرجل
بمثل هذه السرعة والقوة كيف يركن إلى أي محل، أو كيف يسكن في أي