قال: أصدقك
وأنا الكذوب، ولولا أني في هذا المقام ما صدقتك، لم يترك نبيكم شيئا مما يمكن أن
ينصح به إلا قاله..
قلت: أهناك
أشياء لم يذكرها رسول الله a؟
قال: هناك
التفاصيل التي لا تعنيكم.. فنبيكم كان حريصا على السنن، ولم يكن يهتم بالتفاصيل
التي لن يفقهها قومه، ولا أنتم، إن ذكرها.
قلت: فهل
غاضك نصح نبينا لنا؟
قال: وكيف لم
يغضني.. إن هذه الأحاديث التي نقلها الرواة عنه لن تمحوها الأيام، بل لا تزيدها الأيام
إلا رسوخا.. وهي الأساس الذي تنطلق منه راية المعارضة التي يتبناها المؤمنون.
قلت: أجل..
ذلك صحيح.. فقد أخبر a عن رجل مؤمن يعارضك، وأخبر أنه كان فقيها
بأمرك.. وأن مصدر فقهه هو اطلاعه على أقوال النبي a
فيك، ففي الحديث قال رسول الله a :( يخرج الدجال، فيتوجه قبَلَه رجل من
المؤمنين، فتلقاه المسالح ـ مسالح الدجال ـ فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى
هذا الذي خرج. قال: فيقولون له: أوَ ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء.
فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحداً دونه؟
قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيهاالناس! هذا الدجال الذي
ذكر رسول الله a، قال: فيأمر الدجال به فيُشبّح، فيقول:
خذوه وشبحّوه. فيوسع ظهره