قال: أنتم تقرأون كلام ربكم، ولا تسمعونه، إن القرآن
الكريم لم يقصد شخصي، فأنا أقل شأنا من أن يتكلم الله عني في وحيه المنزل لهداية
عباده.. ولكن الله تعالى ذكرني ليبين سنة الاستبداد وكيفية مواجهتها..
قلت: أهناك
غيرك ممن هم مثلك؟
قال: بل هناك
الكثير ممن هم أعظم إجراما مني.. وأنا لست سوى مجرد قزم صغير بينهم.
قلت: متى حصل
هذا؟
قال: في كل
فترات التاريخ.
قلت: وفي
عصرنا؟
قال: كما في
كل العصور.. إن فرعون الذي أمامك لا يمثل شخصا قد غمرته مياه البحار ذات يوم،
وانتهى أمره، وانتهت قصته، بل فرعون موجود في كل مكان، وفي كل محل تتخذ فيه
القرارات السهلة أو القرارات الصعبة.
هو في مجلس
الأمن يجثم على صدر كل من يصوت للحروب، ويدعو للحروب بأسمائها المختلفة.
وهو في مجالس
الحكم يقمع المظاهرات التي تطالب بالحقوق البسيطة والمعقدة.
وهو في صدر
المعلم والأستاذ الذي يتكبر على تلاميذه وطلبته، ويبث فيهم روح الكبرياء.
وهو في صدر ر
ب الأسرة الذي يأمر وينهى، وكأنه إله من دون الله.
كلهم يقولون :﴿ أَنَا
رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (النازعـات: 24) من حيث يشعرون، ومن حيث لا يشعرون.
قلت: ألهذا
يقص القرآن الكريم علينا قصتك، ويكررها كل حين، بل يجمع بين