رسالتي محمد a
وموسى عليه السلام، ويخبر أن محمدا a مرسل إلينا كما
أرسل موسى إلى فرعون، كما قال تعالى:﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً
شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً﴾ (المزمل:15)
قال: أجل..
والحرب التي ينشئها فرعون المختبئ في كل هذه النفوس تبدأ من الحروب الكبرى التي
تقتل الآلاف والملايين، وتنتهي بالحروب النفسية وأشكال الصراع التي تدمر الحياة،
أو لا تبقي من الحياة غير الأطلال.
قلت: فما
النهاية التي ينتهي إليها كل هؤلاء الفراعنة؟
قال: ما تراه
الآن.. هذه الأغلال والقيود.. وهذه الحيات والعقارب.. وهذا العذاب النفسي المرير
الذي نعانيه كلما تذكرنا الفرص العظيمة التي وهبناها، والغفلة العظيمة التي طوقتنا..
قلت: أخبرني
بصدق.. ألم تبهرك كل تلك الحجج التي جاء بها موسى عليه السلام.. والتي آمن السحرة
بمجرد رؤيتهم لها؟
قال: بلى ..
لقد بهرتني .. وعرفت من خلالها صدق موسى .. وأن هناك إلها حقيقيا.. وأنني لم أكن
سوى إلها مزيفا..
قلت: فلم لم
تسلم له كما سلم السحرة؟
قال: ولم لم
يسجد إبليس لآدم؟ ألم يكن يعلم أن الآمر بالسجود هو الله؟
قلت: بلى..
ولكن كبرياءه وحسده منعاه من ذلك.
قال: وكذلك
كبريائي وحسدي منعاني من ذلك .. لقد كنت أرى نفسي ضخما بحيث لا يمكن لأحد أن
يتجاهل مكاني ومكانتي حتى الله نفسه .. ولذلك رحت أقول لقومي المغرمين بي: ﴿ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ
لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا
تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا
يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ