responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17

جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) ﴾ [الزخرف: 51 - 54]

قلت: أجل .. لقد ذكر الله تعالى كبرياءك وكبرياء الملأ من حولك، فقال: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُّجْرِمِينَ. فَلَمَّا جَاءَهُمُ الحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ. قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ﴾ [يونس:75-77]

قال: صدق ربي .. لقد وصفت الآيات التي تلوتها حقيقتي وحقيقه ما كنت أفعله من حيل لأصرف قومي عن اتباع نبي الله، والخضوع لآيات الله.. لقد كنت أصورها لهم كما صورها كل المشاغبين على الرسل بأنها من السحر.

قلت: أجل .. لقد أخبر الله تعالى أن سنة الملأ من المستبدين والمستكبرين رمي الأنبياء بالسحر.. فقد قال تعالى يصف موقف الملأ من قريش من الآيات التي جاءهم بها رسول الله a: ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ﴾ [يونس: 2]

وقال معمما هذه السنة على جميع أنواع الملأ: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ [الذاريات: 52]

قال: ولكن الله مع ذلك.. ومع كبريائي وتعنتي .. أعطاني الفرصة تلو الفرصة، لعلي أعود إلى وعيي .. وكانت أعظم فرصة فوتها ولم أحسن التصرف معها موقف السحرة.. أولئك الذين كانوا مقربين لدي .. وكنت أثق فيهم.. بل كنت أجعلهم واسطة بيني وبين قومي.. وعلى يديهم كنت أنفذ الكثير من مخططاتي.

لقد آمن هؤلاء السحرة بمجرد أن رأوا الآيات.. وكان في إمكان أن أؤمن بعد إيمانهم، وبسبب إيمانهم.. لكن كبريائي واستبدادي وقفا حجابا بيني وبين ذلك.

قلت: لقد قص الله تعالى علينا ذلك، فقال: ﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ

نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست