قال: أجل.. العزلة، والزهد، والعلم، والسعي.
العزلة:
قلت: كيف كانت العزلة حصنا من الحصون؟
قال: بماذا تبدأ مشاهد قصة أصحاب الكهف في كتابكم؟
قلت: تبدأ بعرض فرارهم إلى الكهف هربا بدينهم، فقد قال تعالى:﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً﴾ (الكهف:9 ـ 10)
قال: وهكذا يبدأ مشهد المعارضين لربوبيتي.. فإنهم أول ما يفعلون لجوؤهم إلى الجبل.. هربا مني.
قلت: أليس من الأجدى أن يواجهوك؟.. فإن العزلة سلاح لا ينفع إلا صاحبه.
قال: من يواجهون؟.. إنني كالموج العاتي لا طاقة لأحد بمواجهتي.
قلت: ولكن الرسول a أخبر أن هناك من يواجهك، ويعترض عليك.
قال: أولئك القلة.. أولم تسمع بقتلي له.. لقد قتلته..
قلت: ولكن المسيح يجتمع مع الثلة المؤمن لقتالك..
قال: لا تعد لذكر هذا الاسم أمامي..
ثم سكت برهة، ثم قال: نعم.. ذلك الرجل هو الوحيد الذي يعرف سر تركيبي.. فلذلك.. فلذلك.. أهرب منه.
قلت: أتبقى المعارضة حينذلك مختفية في رؤوس الجبال؟
قال: لا.. حينذاك يخرج الكل لمواجهتي..
قلت: لم؟
قال: لقد أذن ربك للمستضعفين العاجزين بالفرار بدينهم.. فإذا ما وجدوا من القوة