قاطعني
فرعون، وقال: لقد امتلأت غيظا حين قال هذا الكلام، ولذلك رحت أصيح بكل قوة فيه،
وفي الملأ من حولي: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ
إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر: 29]
قال: في ذلك
الحين.. وبعد أن بلغ الغضب مني كل مبلغ، وخشيت على الملأ من حولي أن يتأثروا
لقوله، أو يصيبهم ما أصاب السحرة، رحت أستنجد بوزيري المخلص هامان.. وحينها تذكرت
حيلتي الشيطانية التي لا يزال كل المستكبرين والملاحدة يرددونها.. لقد قلت له: ﴿يَاهَامَانُ
ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ
فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ﴾ [غافر:
36، 37]
قلت: لكن
الرجل المؤمن لم يتأثر لكلماتك.. بل راح يصيح هو الآخر مخاطبا عقلك وعقول الملأ من
حولك: ﴿ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38)
يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ
دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا
وَمَنْ عَمِلَ