responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49

قلت: ولكنك مع ذلك أحسنت في أشياء كثيرة.. فلا تحزن..

قال: بعدا لك.. لو عاد الأمر إلي لعذبتك في سجوني بما تراني أعذب به.

قلت: كيف تقول هذا.. وأنا أثني عليك، وأحاول أن أرفع عنك بعض الذي أصابك من ألم.

قال: كف عنك ذلك.. فلم أكن أصلح لشيء.. ألم تقرأ عن سياستي المالية المخربة.

قلت: وما فعلت مع الأموال.. هل سجنتها هي الأخرى؟

قال: بل قتلتها.. وعذبتها.. وحرمت المسلمين من بركاتها.. لقد كانت السياسة التي اتبعتها خلال مدة حكمي من أهم الأسباب التي أدت إلى سقوط دولة بني مروان، وخربت العراق تخريباً تاماً.

قلت: فما فعلت؟

قال: لقد فرضت على أهل الإسلام الذين سكنوا الأمصار، ممن كان أصلهم من السواد، من أهل الذمة فأسلم، بالعراق، أن أردهم إلى قراهم ورساتيقهم، ووضعت الجزية على رقابهم على نحو ما كانت تؤخذ منهم على كفرهم[1].

قلت: ويلك.. أتنفر الناس من الدين؟

قال: وما يهمني الدين، لقد كانت تهمني الأموال كما تهم سلاطينكم، لقد كتب عمالي إلي، بأن الخراج قد انكسر، وأن أهل الذمة قد أسلموا، ولحقوا بالأمصار، فأمرت بإخراج أهل القرى إلى قراهم، وأن تؤخذ منهم الجزية، على نحو ما كانت تؤخذ منهم وهم كفار[2].

فاجتمعت إلى ابن الأشعث، أهل الكوفة، وأهل البصرة، والقراء، وأهل الثغور، والمسالح، وتضافروا على حربي، وكان من جملتهم كتيبة تضم حملة القرآن، وتسمى كتيبة


[1] وفيات الأعيان 6 / 311.

[2] ابن الأثير 4 / 464 و 5 / 101.

نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست