responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 51

لقد قال عمر بن عبد العزيز حين جيء له بهذه الثروة الطائلة التي عجزت عن مثلها: (لعن الله الحجاج، فإنه ما كان يصلح للدنيا، ولا للآخرة)[1]

قلت: ويلك يا حجاج.. ما أعظم شبهك بمن استبد من قومي.. لقد كانت أراضينا تدر علينا من الأغلال ما يشبعنا، ويشبع معنا أمما من الناس، فرحنا نتلاعب بها، فأمتناها، وأمتنا أنفسنا تبعا لها.

قال: كلهم مثلي.. ولكنهم لا يعلمون.. ولو طال بك المقام هنا، فسترانا جميعا مغلولين بأغلال واحدة.. فربك لا يفرق بين الحجاج، وأذناب الحجاج.

قلت: الويل لك يا حجاج.. ما فعلت بنفسك؟

قال: والويل الأكبر لمن ولاني.

قلت: لقد ولاك عبد الملك بن مراوان، وقد ذكرت عنه محاسن لم تذكر لك.

قال: لو لم يكن في سيئاته إلا أنا لكفاه ذلك.. لقد كان هو الذي سلطني على العراق، هو الملوم الأول على ذلك.

قلت: لعله لم يكن مطلعا على حقيقة تصرفاتك؟

قال: وكيف يلي أمر المسلمين إن لم يطلع على ما يفعله عمالهم.. لقد كان عبد الملك مطلعاً تمام الاطلاع على سياستي المخربة، وقد كتب إليه مرة يقول: (إن رأيك الذي يسول لك أن الناس عبيد العصا، هو الذي أخرج رجالات العرب إلى الوثوب عليك، وإذا أحرجت العامة بعنف السياسة، كانوا أوشك وثوباً عليك عند الفرصة، ثم لا يلتفتون إلى ضلال الداعي، ولا هداه، إذا رجوا بذلك إدراك الثأر منك، وقد ولي العراق قبلك ساسة، وهم يومئذ أحمى أنوفاً، وأقرب من عمياء الجاهلية، وكانوا عليهم أصلح منك عليهم)[2]


[1] معجم البلدان 3 / 178.

[2] العقد الفريد 5 / 45.

نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست