قال: لقد
اعتبر الله تعالى المستكبرين والمستضعفين الخانعين شيئا واحدا.. فقد شملهم العذاب
جميعا.. فعندما وقعت مياه البحر على جيش فرعون لم تفرق بينه وبين جنوده
المستضعفين.
قلت: أجل ..
لقد أخبر الله تعالى عن ذلك كثيرا في القرآن الكريم.. ومن تلك المشاهد التي ذكرها
عن الصراع بين المستكبرين والمستضعفين في الآخرة ما ورد في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ
فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا
لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47)
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ
بَيْنَ الْعِبَادِ﴾ [غافر: 47، 48]
قال: فها أنت
ترى كيف نال المستضعفون هم الضعف في الدنيا، وهم العذاب في الآخرة.
قلت: أجل..
ولكن لم كان الأمر كذلك.. لم لم يرحم هؤلاء المستضعفون؟
قال: لأنهم
كانوا سبب كبرياء المستكبرين.. فولالهم ما ظهر المستكبرون.
***
سرت مع صاحبي
في متاهات عجيبة إلى أن وصلنا إلى أرض قاحلة جدباء، لم أر في حياتي أجدب منها،
وكأن أرضها لم تذق طعم الماء مذ وجدت الأرض، أو كأننا في كوكوب آخر غير الأرض.
سألت صاحبي
عن سر هذه الأرض، وما حل بها من جدب، فقال: هذه أرض الاستكبار.. إنها مجدبة
كنفوسهم التي امتلأت كبرا.
قلت: لو لم
يكن من عقابهم إلا هذه الأرض وموتها لكفاهم ذلك.