فإن كان داود
عليه السلام، وهو النبي الكريم، يؤمر بذلك، فكيف بنا نحن المدنسين بالأهواء.. لذلك
راقب قلبك وعقلك عند كل خبر أو معلومة تفد إليهما.. فما أكثر الفاسقين الذين لن
يملأوا عقلك إلا شحوما وسموما، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً
بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات:6)
بعد هذا، أيها
الرفيق العزيز أدعك لتمارس بعض الرياضة لعقلك، فتمسح عنه كل معلومة لا مصدر لها،
وسترى كيف تشعر بالسعادة والراحة، لأن ثقل تلك العلوم التي ينوء بها عقلك هي التي
منعته من التفكير السليم، ذلك أن العقل المحاصر بالأكاذيب لن يهتدي للحقيقة أبدا.
ولا تخف إن صرت
عاميا بعد ذلك، فلأن تلقى الله عاميا عاقلا خير من أن تلقاه عالما مجنونا.. ولأن
تلقى الله وأنت بفطرتك النقية التي لم تدنسها القراطيس الملطخة بالسموم، خير من أن
تلقاه، وأنت ممتلئ بكل أنواع الخبث.. وأنت تعلم مصير الخبث.. فقد قال الله تعالى: {لِيَمِيزَ
اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ
فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
(37)} (الأنفال)