حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح
الهدى، ينجون من كل غبراء مظلمة)[1]
وأشار a إلى ذلك الحنظل المملوء بالنفاق، والذي ينبت في صدور عاشقي السمعة
والجاه والشهرة، فقال: (ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر فسادا من حب
الجاه والمال والشرف في دين الرجل المسلم)[2]
وهكذا تحدث كل ورثة النبوة عن
هذا السم الزعاف القاتل الذي يجعل من الإنسان عبدا لهواه، وهوى الخلق، فهو لا
يتحرك إلا لإرضائهم، وجلب انتباههم، فقد قال الإمام علي: (تبذل ولا تشهر، ووار
شخصك لا تذكر، وتعلّم فاعمل،واسكت تسلم، تسرّ الأبرار، وتغيظ الفجار، ولا عليك.إذا
عرّفك الله دينه أن لا تعرف الناس ولا يعرفونك)[3]
وقال بعده حفيده وتلميذه الإمام
الصادق: (إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فو الله ما خفقت النعال خلف رجل إلا
هلك وأهلك)[4]، وقال: (من أراد الرئاسة هلك)[5]
وقال لبعض أصحابه، وقد رآه يمارس
ما يكسب به الجاه عند الخلق: (ويحك.. لا تطلبن الرئاسة، ولا تكن ذئبا، ولا تأكل
بنا الناس فيفقرك الله، ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا، فإنك موقوف ومسئول لا
محالة، فإن كنت صادقا صدقناك، وإن كنت كاذبا كذبناك)[6].
وقال مخاطبا بعض أنصاره محذرا
لهم من طلب السمعة والجاه والرئاسة: (أ تراني
[1] رواه
الطبراني و الحاكم و اللفظ له و قال: صحيح الاسناد، ابن ماجه رقم 3989.