responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145

ولهذا ورد في الحديث الشريف قوله a: (إذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله، فإنما يُجازى بعقله) [1]

وهكذا كان الورثة لا يكتفون من دين الناس بظاهرهم، وإنما يسألون عن عقولهم، وهل هي مقيدة سجينة، أم حرة طليقة، وقد روي أن الإمام الصادق ذكر له رجل مبتلى بالوضوء والصلاة، فلم يلتفت لذلك، فقيل له: هو رجل عاقل، فقال: (وأي عقل له وهو يطيع الشيطان؟) فقيل له: وكيف يطيع الشيطان؟ فقال: (سله هذا الذي يأتيه من أي شيء هو؟ فإنه يقول لك من عمل الشيطان) [2]

إن لم تكفك ـ أيها الرفيق العزيز ـ كل هذه النصوص في فضل العقل، وأنك لا يمكن أن تصل لشيء من دونه، فاسمع لهذه النصيحة الغالية من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فقد قال: (ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله نبياً ولا رسولاً حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين، وما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، والعقلاء هم أولو الألباب، الذين قال الله تعالى: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة: 269]) [3]

ولهذا يمكنك أن تميز بين ورثة النبوة وغيرهم بالموقف من العقل، فمن دعاك إلى العقل، فقد دعاك إلى دين الله، ومن طلب منك أن تقيد عقلك، وتسجنه، فهو يدعوك لأن تعبد الله بالدين الذي شرعه بهواه.


[1] الكافي، 1/12.

[2] الكافي، 1/13.

[3] الكافي، 1/13.

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست