responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 155

صار ذا مكانة خاصة في بلدته ومجتمعه.

وبما أنه لم تكن في عهده سيارات فارهة مثل سيارتك، فقد عوضها بذلك الموكب الفخم الذي شد الانتباه، والذي وصفه الله تعالى بقوله: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [القصص: 79]

وهكذا أنت.. فقد كانت كل العيون التي تحدق فيك تسطر بنظراتها تلك الكلمات التي قالها الذين يريدون الحياة الدنيا.. فكلهم تمنوا أن يكون لهم ذلك النعيم، وتلك السيارة، وذلك الموكب، وتلك المكانة الاجتماعية.

وأنا لا أريد أن أوصيك، لأني أعلم أنك ستوبخني، وستذكر لي البون الشاسع بينك وبين قارون.. وأنني أظلمك عندما أشبهك به.. ولك الحق في ذلك، ولو أني لم أقصد بقارون شخصه، ولا كفره، ولا عتوه، وإنما قصدت تلك الخيلاء التي برز بها للناس، فامتلأوا عشقا للدنيا.. وكان سببا في ذلك العشق الآثم الذي تتولد منه كل الخطايا.

ولذلك سأذكر لك نموذجا مناقضا لنموذج قارون.. كانت له المكانة الرفيعة في الدين والدنيا، وفي عالم الملك وعالم الملكوت.. وكان له ـ مثلي ـ رفيق مثلك.. تولى بعض المناصب، فرأى أنها غيرت بعض سلوكه، فراح يكتب له رسالة ينصحه فيها بمثل ما أنصحك.

لا شك أنك عرفته.. ومن لا يعرفه.. إنه الإمام علي الذي كتب رسالة رقيقة إلى عامله على البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري، بعد أن بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها.. فكتب إليه يقول: (أمّا بعد يا ابن حنيف، فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة، دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست