وقال آخر: (كان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم كالرجل من رجالكم، إلا أنه كان أكرم
الناس، وألين الناس ضحّاكا بسّاما)
[1]
وكان فوق ذلك كله يشارك الناس في
كل أعمالهم؛ فلا يترفع عن أي عمل، مع الوظائف الكبيرة التي أنيطت به.. وقد ذكر
بعضهم كيف كان مع عوام الناس يشارك في حفر الخندق مع كونه القائد الأعلى للأمة،
وزعيمها الأكبر، ورسولها الأعظم، فعن البراء قال: رأيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى وارى التراب
بياض بطنه، وكان كثيف الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات لابن رواحة:
وقد وصفت عائشة ما كان يصنع a في بيته، فقالت:(كان بشرا من البشر،
يفلي ثوبه، ويحلب شاته ويخيط ثوبه، ويخدم نفسه، ويخصف نعله، ويعمل ما تعمل الرجال
في بيوتهم، ويكون في مهنة أهله، يعني خدمة أهله، فإذا سمع المؤذن خرج إلى الصلاة)[3]
وعنها قالت: كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعمل عمل أهل البيت وأكثر ما يعمل
للخياطة[4].