يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل
الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف، ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين يقضي
لهما حاجتهما[1].
وعنه قال: كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لا يستنكف أن يمشي مع الضعيف، والأرملة،
فيفرغ لهم من حاجاتهم[2].
وقد استدل عدي بن حاتم بهذا
السلوك على نبوته a، فقد روي أنه أتى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فإذا عنده امرأة وصبيان، أو صبي، فذكر
قربهم من النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، قال: فعرفت أنه ليس ملك كسرى
وقيصر[3].
وكان a يعود مرضى المسلمين، ويهتم بهم، فعن أبي
أمامة بن سهل بن حنيف أخبره أن مسكينة مرضت، فأخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بمرضها، وكان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعود المساكين، ويسأل عنهم[4].
وكان a يجيب أي دعوة لا يهمه ما كانت، ولا ممن
كانت، فعن ابن عباس قال: إن كان الرجل من أهل العوالي ليدعو رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نصف الليل على خبز الشعير فيجيبه[5].
بل كان a لا يفرق في إجابة الدعوة بين مسلم
وكافر، فعن أنس أن يهوديا دعا
[3] رواه البخاري في الأدب، وروي عبد بن حميد عن
عدي بن حاتم قال: أتينا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وهو جالس في المسجد فقال القوم: هذا
عدي، وجئت بغير أمان ولا كتاب، فلما دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان قال قبل ذلك: إني
لأرجو أن يجعل الله يده في يدي قال: فقام معي فلقيته امرأة وصبي معها فقالا: لنا
إليك حاجة، فقام معهما، حتى قضى حاجتهما.