تكلّم متكلّم أو
شغلك شاغل عن حديثه أومأت إليه أن كفّ وها أنا ذا مقبل عليك ومحدّث لك وأنت معرض
بقلبك عنّي، فجعلتني أهون عندك من بعض إخوانك)[1]
وهكذا أنت أيها
الرفيق العزيز.. فالتقصير مع الكتاب تقصير مع مؤلفه.. وأنا أراك تعدد أسماء
المؤلفين.. وأسماء المؤلفات التي قرأتها لهم.. وتجعل اهتمامك بها بحسب اهتمامك
بمنازل مؤلفيها.. فهل هناك منزلة أعظم من الله.. الذي كل شيء منه، وبه، وإليه؟
أعلم ما ستقول
لي.. فأنت قرأت القرآن الكريم مرات عديدة، وحفظت الكثير من سوره.. وأنت ترى أن ذلك
كاف.. وذلك غير صحيح.. فكلمات الله لا حدود لها.. فهي كالماء الذي لا يمكنك أن
تستغني عنه.. بل هي كالهواء الذي تختنق إن منعت نفسك منه.
لقد ذكر الله
تعالى ذلك عن كتابه، واعتبره شفاء لكل داء، فقال: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ
جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى
وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [يونس: 57]
واعتبره النور
الذي لا يمكن لأحد أن يرى الحياة على حقيقتها من دون الاستضاءة به، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا
النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ
نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ
فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا
مُسْتَقِيمًا (175)} [النساء: 174، 175]
وهكذا، فالقرآن الكريم هو
المعراج الذي ترتقي به أرواحنا في سلم الكمال، ولا يمكن لروح أن تعرج دون أن تمسك
به، وتتمسك به، وفي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: