العزيز الجبّار لمكانا عليّا)[1]، وقال: (ما من شفيع أفضل منزلة عند اللّه يوم القيامة من القرآن، لا
نبيّ ولا ملك ولا غيره)[2]، وقال: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه)[3]، وقال: (أهل القرآن أهل اللّه وخاصّته)[4]، وقال: (إنّ القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، فقيل: يا رسول اللّه وما
جلاؤها؟ فقال: تلاوة القرآن وذكر الموت)[5]
وقال مبينا الفضل العظيم الذي
يناله قراء القرآن الحريصين عليه المتأدبين بآدابه: (إذا التبست عليكم الفتن كقطع
اللّيل المظلم فعليكم بالقرآن فإنّه شافع مشفّع، وما حل مصدّق، من جعله أمامه قاده
إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدّليل يدلّ على خير سبيل، وهو
كتاب فيه تفصيل، وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم
وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه،
ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة)[6]
وهكذا تكلم تلميذ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الأكبر، ووارثه الأعظم، من أوتي
مفاتيح باب الحكمة الإمام علي، فقد قال في بعض وصاياه: (ثمّ أنزل عليه الكتاب نورا
لا تطفؤ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقّده، وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضلّ نهجه،
وشعاعا لا يظلم نوره، وفرقانا لا يخمد برهانه، وبنيانا لا تهدم أركانه، وشفاء لا
تخشى
[2]
قال العراقي: رواه عبد الملك بن حبيب من رواية سعيد بن سليم مرسلا، وللطبراني من
كلام ابن مسعود (القرآن شافع مشفع) ولمسلم من كلام أبي امامة (اقرءوا القرآن فإنه
يجيء يوم القيامة شفيعا لصاحبه)