وهكذا وردت الأحاديث الكثيرة
تحذر من هذا النوع من العلماء، وتبين أنهم الخطر الأكبر الذي يستعمله الشيطان في
تحريف الأديان، ومنها قوله a: (يكون في آخر الزّمان عبّاد جهّال وعلماء فسّاق)[1]
و قال: (هلاك أمّتى عالم فاجر
وعابد جاهل وشرّ الشّرار شرار العلماء، وخير الخيار خيار العلماء)[2]
وبين صفات هؤلاء الأدعياء، فقال:
(لا تتعلّموا العلم لتباهوا به العلماء ولتماروا به السّفهاء، ولتصرفوا به وجوه
النّاس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النّار)[3]
وقال: (أوحى الله عزّ وجلّ إلى
بعض الأنبياء: قل للّذين يتفقّهون لغير الدّين، ويتعلّمون لغير العمل، ويطلبون
الدّنيا بعمل الآخرة، يلبسون للنّاس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذّئاب ألسنتهم
أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الصّبر، إيّاى يخادعون، وبي يستهزءون: لأفتحنّ لهم
فتنة تذر الحليم حيرانا)[4]
وهكذا صنف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم العلماء من أمته إلى صنفين، فقال: (علماء
هذه الأمّة رجلان: رجل آتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر به
ثمنا، فذلك يصلّى عليه طير السّماء وحيتان الماء ودوابّ الأرض والكرام الكاتبون،
يقدم على الله عزّ وجلّ يوم القيامة سيّدا شريفا حتّى يرافق المرسلين، ورجل آتاه الله
علما في الدّنيا فضنّ