ولا عقل يفكرون
به، لأن العقل ليس أداة إنتاج، وإنما هو أداه استقبال.
وهكذا؛ فإن كل
أسماء المخترعين وعلماء الفيزياء والفلك والطب.. وكل العلوم ليسوا سوى عيال أمام
حضرة أسماء الله الحسنى، يتلقفون منها المعارف، ويستفيدون منها العلوم، ولولاها لم
يكونوا.. ولذلك من الغبن أن تعرف أسماء التلاميذ، ولا تعرف اسم معلمهم.
ومن الغبن أن
تمضي حياتك كلها في التعرف على الظلال، ثم لا تعرف مصدرها، ولا حقيقتها، ولا
منبعها الذي منه خرجت، وإليه تعود.
لذلك ـ أيها الرفيق
العزيز ـ وجه همتك قليلا للتعرف على الأسماء الحقيقية، لا الوهمية؛ فإنها وحدها
الباقية، وما عداها فان.. وإياك أن تجعل تلك الأسماء الوهمية أندادا تحبها من دون
الله، فلولا الله لم يكن شيء، فانطلق منه إليها، لتعرفها على حقيقتها، لا على ما
تزينت به، لأن كل ما تزينت به وهم وسراب سرعان ما تكتشفه بنفسك، حين يكشف عنك
الحجاب، وترفع عنك الأوهام.