responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 31

وتذكر لي أنه يشير بقوله: (يا ليتها كانت كثيرة كانت كاملة) إلى أنه كان يتصدق في كل يوم بنصف رغيف؛ فعندما وجد ثواب هذا العمل عند دنو أجله، قال: (‌ ‌يا ليت تلك الأرغفة كانت كاملة)

وحينها سأسألك عن سر ذلك الرجل الصالح الذي حكى لنا قصته ذلك العجوز الذي التقينا به صدفة في القطار، وحدثنا عن قيمة الوقت، وأن كل لحظة يمكننا أن نكسب بها سعادة الأبد، وحينها ستجيبني بما أعرفه من ذاكرتك القوية؛ فتقول: إنه ذلك الرجل الذي كان يختار الطعام اللين الذي لا يحتاج إلى مضغ؛ فعندما سئل عن سر ذلك، قال: (حسبت ما بين المضغ إلى الاستفاف سبعين تسبيحة؛ فما مضغت الخبز مند أربعين سنة)[1]

وطبعا أنا لا أريدك أن تكون مثله، ولا أن تفعل فعله، فهناك الكثير من الأطعمة الطيبة التي أباحها الله لنا، والتي تحتاج إلى المضغ؛ وما خلق الله لنا الأسنان إلا لنستعملها، ولم يجعل الله لنا أسوة إلا بالأنبياء والمرسلين والأئمة المطهرين..

ولكني أريد أن أسألك عن عينيك اللتين تقضيان وقتا طويلا في مشاهدة المباريات والأفلام والمسلسلات، والتي تحضر معها كل لطائفك وأركان حقيقتك.. كم تسبيحة منعتك تلك المباريات؟.. وكم علما صرفتك عنه؟.. وكم فكرا نافعا حالت بينك وبينه؟.. وكم قصرا كان يمكن أن يُبنى لك في تلك اللحظات قصرت في بنائه؟

وليت الأمر اقتصر على تلك المباريات أو الأفلام أو المسلسلات.. بل هناك شؤون كثيرة، ومشاغل طويلة، تقضي على أعمارنا من غير أن نشغلها بشيء ينفعها..

نعم.. هي مباحات كما تذكر، وأنا لست ممن يحرم الحلال، أو يحلل الحرام، ولكني أسألك عن سر ذلك الإذعان التام لكل اللطائف عند تطبيقها لشرائع المباحات،


[1] إحياء علوم الدين (3/ 86)

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست