وقد فسر رسول
الله a الآية الكريمة؛ فأخبر عن المصير المؤلم الذي ينتظر
الداخل إلى نادي المغتابين، فقال: (من أكل لحم أخيه في الدّنيا قرّب له يوم
القيامة؛ فيقال له: كله ميتا كما أكلته حيّ؛ فيأكله ويكلح ويصيح))[1]
بل إن رسول الله
a أخبر عن بعض رؤيته لحقيقة المغتابين التي تختفي
وراء تلك المظاهر الكاذبة التي نراها منهم، وهم يشعرون في ظاهرهم بالسعادة والسرور
والأنس، بينما باطنهم وحقيقتهم تصيح بالألم والشقاء والوحشة، ففي الحديث قال رسول
الله a: (لمّا عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون
وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الّذين يأكلون لحوم النّاس،
ويقعون في أعراضهم)[2]
وفي حديث آخر عن
جابر قال: كنّا مع النّبيّ a؛ فارتفعت ريح منتنة،
فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أ تدرون ما هذه
الرّيح؟ هذه ريح الّذين يغتابون المؤمنين)[3]
وفي حديث آخر أن
النّبيّ a مر بقبرين؛ فقال: (إنّهما
ليعذّبان، وما يعذّبان في كبير، أمّا أحدهما فيعذّب في البول، وأمّا الآخر فيعذّب
في الغيبة)[4]
وفي حديث آخر أنّ
النّبيّ a قال: (من أكل برجل مسلم أكلة فإنّ الله يطعمه مثلها
من جهنّم، ومن كسي ثوبا برجل مسلم فإنّ الله يكسوه مثله من جهنّم، ومن قام
[1] قال
الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 485) : سنده حسن.
[3] ذكره
المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 515) واللفظ له، وقال: رواه أحمد وابن أبي الدنيا
ورواة أحمد ثقات، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 484) : سنده صحيح..
[4] أحمد
في المسند (5/ 35- 36) ، وابن ماجة (1/ 349) واللفظ له وقال الحافظ ابن حجر في
الفتح (1/ 485) : أخرجه أحمد والطبراني بإسناد صحيح..