ونسيت أن تذكر
لي وصف عائشة أم المؤمنين لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وحسن خلقه مع موافقيه ومخالفيه؛ فقالت: (لم يكن a فاحشا، ولا متفحشا، ولا صخابا في الأسواق،
ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح)[2]
ونسيت أن تذكر
لي قولها: أتى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أناس من اليهود فقالوا: السام عليك يا أبا
القاسم، قال: (وعليكم)، قالت عائشة: قلت بل عليكم السام والذام، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يا عائشة، لا تكوني فاحشة) فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: (أو ليس قد
رددت عليهم الذي قالوا؟ قلت وعليكم)[3]
ونسيت أن تذكر
لي قوله a: (ليس المؤمن بالطعان ولا
اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)[4]، وقوله: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم
القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذيء)[5]،
وقوله: (ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه)[6]
نسيت أن تذكر لي
كل هذا، ولا ألومك على ذلك، لأني عندما أسمع ثناءك على أولئك المشايخ وتعظيمك لهم،
وتشددك في الرد على مخالفيهم، أشعر أنهم لم يتركوا في قلبك محلا لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وأنهم لذلك صاروا هم أسوتك، لا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الذي قال عنه ربه سبحانه وتعالى: { لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]