وروي أنّ شخصاً آخر
شتمه، فقال له: (يا فتى إنّ بين أيدينا عقبة كؤوداً؛ فإن جزت منها فلا أبالي بما
تقول، وإن أتحيّر فيها فأنا شرّ ممّا تقول)[1]
وروي أن آخر
سبّه، فسكت، فقال الرجل: إيّاك أعني، فرد عليه الإمام السجاد: (وعنك أغضي)[2]
وروي أنه مر
يوما على قوم يغتابونه، فوقف عليهم، فقال: (إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم
كاذبين فغفر الله لكم)[3]
وهو نفسه الذي
كان يردد كل حين: (ما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ أعقبها صبراً، وما أحب أن لي
بذلك حمر النعم)[4]
هذه بعض النماذج
التي يمكنك ـ أيها الرفيق العزيز ـ أن تتأسى بها، أما أولئك الذين ذكرتهم، فأنت
أعلم بهم مني، ولا يمكنني أن أعرفك بشيء تعرفه، فخذا ما صفا، ودع الكدورة، فلن
ينجيك عند ربك إلا الصفاء، ولن تجده إلا عند الطاهرين الذين غسلت أرواحهم في كوثر
النبوة، ونمت في بيت الرسالة، وغذيت بلبان الوحي.