أيها الرفيق
العزيز.. رأيتك البارحة، وأنت تجتهد في إقناع أولئك الذين امتلأوا فرحا بميلاد
نبيهم a، بأن فرحهم منكر، وأنهم
يمارسون بفرحهم واحتفالهم بدعة من بدع الضلالة.. ولم تكتف بذلك، بل رحت تزعم لهم
أن كل البدع في النار.. وعندما لم تر منهم آذانا صاغية رحت تدعو عليهم، بل تكبهم
في جهنم جميعا، لأنهم رغبوا عنك، ولم يستمعوا لتحذيراتك.
وقبل فترة رأيتك
تحدث آخرين اجتمعوا على قراءة القرآن الكريم، يقرؤونه جماعة، على حسب الطريقة التي
ورثوها عمن آبائهم وأجدادهم، وكانوا منفعلين جدا في قراءتهم، وملتزمين بسببها
بدينهم، لكنك رحت تقنعهم واحدا واحدا بأن ينقطعوا عنها، إلى أن انفض جمعهم، ولم
يجتمعوا بسببك على قراءة، ولا على دعاء، ولا في صلاة، وإنما ابتلعتهم الدنيا
والأهواء، بعد أن حرموا من منبع الهداية الذي قطعته عنهم، ولم تفكر في عاقبة قطعك
له.
وهكذا رأيتك قبل
فترة تذهب إلى تلك الزاوية التي يجتمع فيها من يسمون أنفسهم [الفقراء إلى الله]
يذكرون ويسبحون، ويستعملون كل الوسائل التي يقطعون بها الحجب التي تحول بينهم وبين
ربهم.. لكنك لم تتركهم، بل ظللت خلفهم إلى أن انشغلوا عن قطع الحجب التي كانوا
منشغلين بها إلى وضع الحجب أمام الخلق وربهم.
ولم تكتف بذلك،
بل كان الشيطان يستعملك في كل محل للهداية أو ذكر الله؛ لتثبطهم عن ذلك، وتمنعهم
منه، بعد أن حفظت تلك الكلمات التي لا تعرف من الدين غيرها: هي بدعة ضلالة.. وصاحب
الضلالة في النار..
فإذا سئلت عن
مصدر علمك بكونها بدعة أو ضلالة، ذكرت أن القرن الأول