وقد قال a مؤكدا ذلك: (الحق ثقيل مر، والباطل خفيف حلو، ورب
شهوة ساعة تورث حزنا طويلا)[1]، وقال الإمام علي: (الحق كله ثقيل، وقد
يخففه الله على أقوام طلبوا العاقبة فصبروا نفوسهم، ووثقوا بصدق موعود الله لمن
صبر واحتسب، فكن منهم واستعن بالله)[2]
ولهذا قال رسول
الله a ناصحا لي ولك: (لا ترضين أحدا بسخط الله، ولا
تحمدن أحدا على فضل الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن ما رزق الله لا
يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهية كاره، وإن الله بعدله وقسطه جعل الروح
والفرح في الرضى واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط)[3]
وقد أعطى رسول
الله a من نفسه المثل الأعلى على ذلك، فقد خرج من عباءة
قومه الذين كانوا يقدرونه ويعظمونه ويسمونه الصادق الأمين.. لكنه لم يعبأ بكل ذلك
المديح، وآثر أن يدعى ساحرا ومجنونا، على أن يدعى صادقا أمينا.. ما دام الحق هو
الذي دعاه لذلك، فالحق أحق أن يتبع.
ومع كل تلك
التضحيات التي قدمها في سبيل الله خاطبه الله تعالى بقوله: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ
وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا
أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا
وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ