وهكذا فعل
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الذين واجهوا أقوامهم بكل قوة، ولم يرضخوا
لمطالبهم، ولا تنازلوا عن مبادئهم، بل كان الحق ديدنهم الذي ضحوا في سبيله بكل
شيء، حتى بأقرب الناس إليهم.
وهكذا كان
ورثتهم من أئمة الدين والأولياء والصالحين، وقد قال الإمام علي متحدثا عن نفسه: (والله
لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملةٍ أسلبها جُلب
شعيرةٍ ما فعلت، وإنّ دنياكم لأهون عليَّ من ورقةٍ في فم جرادة، ما لعليّ ونعيم
يفنى ولذةٍ تبقى)[1]
وقال للحارث بن
حوط، الذي التبس عليه الأمر، فلم يدر من يرضي ومن يسخط: (إنّك امرؤ ملبوس عليك،
إنّ دين الله لا يُعْرف بالرجال، فاعرِف الحقّ تعرف أهله)[2]
وكان يقول: (لو
أنّ الباطل خَلُص من مزاح الحقّ لم يخفَ على المرتادين، ولو أنّ الحقّ خَلُص من
لَبْس الباطل، انقطعت عنه ألسُن المعاندين ولكن يؤخذ من هذا ضغثٌ، ومن هذا ضغثٌ،
فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى)[3]
وهكذا عانى ابنه
الإمام الحسين من أولئك الذين يرضون الناس بسخط الله،