responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 92

ألم تعلم ما حصل لرأس يحي بن زكريا، ذلك النبي الطاهر الممتلئ بالحنان والرحمة.. لقد كان الإمام الحسين كثير الحديث عنه، وقد ذكر أصحابه أنه لم يكن يدع مكانا إلا ويردد فيه قوله: (من هوان الدنيا على الله عزّ وجلّ أنّ رأس يحيى بن زكريّا أهدي إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل)[1]

وكأنه كان في تلك اللحظات يتحدث عن رأسه التي شرفها الله تعالى بأن تصير قربانا للحقيقة والعدالة، وأن تصير دماؤه وجراحه الكثيرة رمزا للبطولة والثبات والشجاعة في مقارعة الباطل.. فلذلك لا تخف على رأسك، فإنه لو قطع في هذا السبيل، فسيلتحق بمثل تلك الرؤوس الطاهرة التي قدمت كل ما لديها قربانا لله تعالى.

لقد عرض الإمام الحسين على أصحابه ليلة عاشوراء أن يهربوا بأنفسهم، حاملين رؤوسهم معهم قبل أن تجتزها سيوف الظلمة، لكنهم لم يفعلوا.. وأبوا.. وقالوا بلسان مسلم بن عوسجة: (أنحن نخلي عنك، بما نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، لا والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فيك، أما والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى، يفعل بي ذلك سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا)[2]

وقالوا بلسان زهير بن القين: (والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت، حتى أقتل هكذا ألف مرة، وإن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان


[1] بحار الأنوار 14/ 175.

[2] المرجع السابق.

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست