الدعاوى العريضة
التي تنادي بها في كل محل.. وبين أن تبذل نفسك في سبيل الحق، فلا تخاف في الله
لومة لائم، فأول علامات المحبة الصادقة لله، محبة لقائه، كما قال تعالى: { مَنْ
كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ } [العنكبوت: 5]
وأجمل لقاء يمكن
أن يتحقق لك مع الله هو أن تلقاه بعد أن تهبه كل ما تملك، وأول ما تملك روحك التي
بين جنبيك، والتي هي له قبل أن تكون لك..
هذه هي ضريبة
العشق الحقيقي الصادق.. فإن كنت مدعيا، فلا تتخط رقاب الصديقين، فقد قال سلطان
العاشقين موبخا كل من يدعي هذه المراتب الرفيعة من دون أن يشم ريحها:
هو
الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل
فما
اختاره مضنى به، وله عقل
وعش
خاليا فالحب راحته عنا
وأوله
سقم، وآخره قتل
ولكن
لدي الموت فيه صبابة
حياة
لمن أهوى، علي بها الفضل
نصحتك
علما بالهوى والذي أرى
مخالفتي
اختر لنفسك ما يحلو
فإن
شئت أن تحيا سعيدا، فمت به
شهيدا،
وإلا فالغرام له أهل
فمن
لم يمت في حبه لم يعش به،
ودوناجتناءالنحل
ما جنت النحل
تمسك
بأذيال الهوى واخلع الحيا
وخل
سبيل الناسكين وإن جلوا
وقل
لقتيل الحب وفيت حقه
وللمدعي
هيهات مالكحل الكحل
تعرض
قوم للغرام، وأعرضوا،
بجانبهم
عن صحتي فيه واعتلوا
رضوا
بالأماني، وابتلوا بحظوظهم،
وخاضوا
بحارالحب، دعوى، فما ابتلوا
لذلك أقول لك
أيها الرفيق العزيز.. لا تتحسس رأسك كثيرا؛ فسيأتي اليوم الذي يصبح فيه مثل تلك
الجماجم التي تراها في المتاحف الطبيعية.. وما أجمل أن يكون حينها مقطوعا في سبيل
الحق والحقيقة.. حينها سيلتحق برأس يحي والحسين وميثم وحجر..