responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 96

لا تطفف في الموازين

أيها الرفيق العزيز.. لا تحسبن ذلك التهديد الشديد الذي توعد الله به المطففين في الموازين خاصا بالبقالين والجزارين والعطارين.. بل هو يشملك أيضا، ويشملني، ويشمل الناس جميعا، وفي كل موقف يقفونه، وعند كل شهادة يدلون بها.

بل إن الوعيد المرتبط بي وبك أشد؛ فنحن قد اخترنا أن نطلب العلم، ونتحدث فيه، ويجلس بين أيدينا التلامذة، ويستفتينا الناس، وهم يأخذون دينهم ومواقفهم وأكثر شؤون حياتهم من خلال ما ندعوهم إليه، أو نشهد أمامهم به..

فلذلك كان تطفيفنا بالنسبة لهم أخطر من تطفيف البقالين.. فالبقال قد ينقص من طعامهم حبة، أما نحن فقد نهوي على دينهم وحياتهم بمعاولنا، فلا تقم بعدها لحياتهم قائمة.

ربما لم تفهم عني ما أقصد بالضبط، ولذلك سأشرح لك من خلال بعض ما رأيته منك.. ولا تحسبني أتجسس عليك، أو أتتبع عوراتك، فمعاذ الله أن أفعل ذلك.. ولكني ـ بحكم الصداقة التي تجمع بيننا ـ كنت حريصا عليك؛ فالمؤمن مرآة أخيه، وكاليدان تغسل إحداهما الأخرى.

لقد رأيتك في تلك الأيام المملوءة بالفتن، وأمام جمع من الناس، جلسوا إليك منصتين يطلبون شهادتك وموقفك مما يحدث في البلاد الإسلامية من دمار وخراب وسفك دماء، وكان في إمكانك أن تكون حكيما، وأن تشهد لله، وأن تذكر الحقيقة بجميع جوانبها.. لكنك أبيت ذلك، لا خوفا من الله، وإنما خوفا من الحضور، لأنك تعلم أنهم قد يضعونك بسبب موقفك في القائمة السوداء التي تقضي على سمعتك بينهم.

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست