responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 101

يدوسه في الدنيا بقدميه.

فلذلك كن موقنا أن كل أولئك الذين يتباهون بجمالهم، ويسخرون من دمامة غيرهم، سيكون هذا هو حالهم في تلك الحياة الأبدية.. فلذلك لا تنتظر حتى تراهم على تلك الحال في الآخرة.. بل انظر إليهم بها في الدنيا، حتى لا يجعلهم الشيطان مصايد يصطاد بها عقلك وقلبك وحقيقتك.

وهكذا يذكر القرآن الكريم أولئك الذين عبدوا وجوههم في الدنيا من دون الله.. ووقفوا أمام المرائي خاشعين لها.. مكتفين بالصلاة لها عن الصلاة لله، بأنهم سيسيرون يوم القيامة على تلك الوجوه.. لأنها كانت سبب الحسرة العظيمة التي حصلت لهم.. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 34]

وقد فسرها رسول الله a ـ بعد أن رأى استغراب بعضهم في ذلك ـ فقال: (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟)[1]

فاحذر يا بني أن تكون وجهتك وجهك، وقبلتك صورتك، فيحصل لك ما حصل لهؤلاء.. بل اجعل وجهتك الحقيقة، وقبلتك نحو ربك.. فهو المصور الذي اختبرك بالصور.. وصورتك من بين الصور.. وإن لم تعجبك في هذا العالم، فيمكنك أن تجد ما هو أجمل منها في ذلك العالم.. وفي تلك الحياة الأبدية.

فالصور في ذلك العالم، وفي الحياة الأبدية من صنع البشر.. فعلى أساس حقائقهم تكون صورهم، وعلى أساس أخلاقهم تكون خلقتهم.. فاسع لأن تكون


[1] رواه البخاري (6158)، ومسلم (7265)

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست