صورتك هناك أجمل الصور..
فذلك العالم هو الحقيق بجهدك واهتمامك.. لأنه مستقبلك، وما الدنيا سوى مرحلة
ستجتازها بأي صورة تكون عليها.
لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال: {وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} [القيامة: 22 - 25]
بل إن رسول الله a
أخبر أن في الجنة سوقا خاصة بالصور، وأن أي شخص يرغب في أي صورة يريد أن يكون
عليها، يُحقق له طلبه من غير أطباء، ولا عمليات تجميل.. بل مجرد الرغبة في الصورة
تجعله مصورا بها.. وكيف لا تجعله كذلك، وهو يرى تجليات اسم الله المصور في كل شيء.
فلذلك اعرف الله المصور.. واحذر من فتن
الشيطان المرتبطة بالصور، فقد هدد بني آدم فقال: { لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ
نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ } [النساء: 118، 119]
ولن يكون لك ذلك إلا إذا عرفت حقائق
الأشياء.. وانشغلت بمعرفتها عن الأشكال التي تكون عليها.. فالشكل قد يمثل الحقيقة،
وقد يكون حجابا دونها.