responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106

فكذلك الأموال عندما تقع بيد الجاهلين، والذين يبحثون عن مصادر يصدرونها بها، حتى يكون انتفاعهم بها كاملا شاملا.. فيقعوا حينذاك في الإسراف والترف، ومن وقع في الإسراف والترف هلك، كما قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } [الإسراء: 16]

ولذلك لا تحزن يا بني عن تلك الأرزاق التي فاتتك، فأنت وأغنى أغنياء الدنيا، تأكلون بفم واحد.. وتستوي معهم في الرؤية والسمع وكل المدارك.. وإذا أويتم إلى فرشكم أويتم إلى فرش بقدر أجسامكم.. فلذلك كان كل ذلك الطعام والقصور التي يملكها الأثرياء أشياء زائدة أنت مستغن عنها، وأنت مستو معهم في المصالح المرتبطة بها.

بل إن الله تعالى قد يرزقك من لذة الطعام البسيط ما لا يرزقهم في الطعام الفاره الذي يتناولونه.. ويرزقك من الراحة والسعادة في الفراش الخشن الذي تأوي إليه ما لا يجدون مثله في الفرش الناعمة التي يستلقون عليها.. فالله الذي رزق الطعام هو نفسه الذي يرزق لذته.. والذي رزق الفراش هو الذي يرزق الراحة والسكينة.. ولا ارتباط لأحدهما بالآخر.

فلذلك لا تتوهم يا بني أن الله تعالى رزق الأغنياء وتركك.. بل إنه ربما يكون قد رزقك من راحة البال ما لم يرزقهم.. مع أن كل ما رزقهم سيصل إليك، فهم ينتفعون بأموالهم، لكن لا يملكونها، بل لا يملكون منها إلا ما يأكلونه أو يشربونه .. وأنت لا تختلف معهم فيه.

فلذلك لا يصح أن تذل لهم لأجل غناهم، أو ترى نفسك أهون منهم لأجل أموالهم، بل افعل ما فعله ذلك الصالح الذي قال له بعض الأمراء: سلني حاجتك؟ فقال الصالح بكل عزة: (أولي تقول هذا، ولي عبدان هما سيداك)، فقال الأمير: ومن

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست