ولا إلى تلك الأجواء الجميلة في غيرها.. وانظر إلى
الأجواء التي تنتظرك إن أنت أحسنت التعامل مع البيئة التي وضعك الله فيها.. فإن
أنت رضيت بما قدره الله لك، وحمدت الله عليه، ولم تعترض، ولم يصبك الغرور ولا
الكبرياء.. حينها ستنقل إلى الأجواء الصالحة لك.. والتي تكون كلها ربيعا لجسدك
وروحك.
لقد قال الله
تعالى يصف الجنة وجوها المعتدل الذي لا يضطرب، ولا يتغير أبدا: {مُتَّكِئِينَ
فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا}
[الإنسان: 13]، أي أنهم لا يرون شمسا يتأذون بحرها، ولا زمهريرا يتأذون ببرده.
وهكذا وصف الله
ظلال الجنة، والتي لا تعني وجود حرارة فيها، وإنما تعني جمالها، قال تعالى:
{وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء: 57]، وقال: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي
وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ
وَظِلُّهَا} [الرعد: 35]
ولذلك فكر في
ذلك العالم الجميل، فقد وضع الله لك من النماذج في الدنيا ما يدل عليه.. وما تراه
ليس سوى نماذج لا يساوي معها جمال فضل الله في تلك الدار شيئا.. فالأزهار هنا
تذبل.. لكنها هناك متفتحة دائما.. والثمار هنا تنقطع .. لكنها هناك دانية متدلية
لا تنقطع أبدا.. والنسيم هنا قد يتحول إلى أعاصير.. أما هناك فسيبقى نسيما دائما
أبدا.. وهنا قد تحتاج إلى المكيفات والمواقد.. أما هناك فلن تحتاج لشيء من ذلك؛
فكل شيء هيئ لك خصوصا لتنعم، ولا تبأس، وتفرح ولا تحزن.
لذلك لا تنزعج
لهذه الأصوات.. واسمع منها تسبيحها وحمدها وتكبيرها لله.. وانظر فيها قدرته
الباهرة التي تحرك ما تشاء، كيف تشاء.
واعلم يا بني
أني لا أدعوك إلى أن تغالب طبعك الذي ينفر من الحر الشديد، ولا من البرد القارس..
ولا أدعوك لأن تسكن لذلك من غير أن تواجهه بما يصد أذاه