responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114

حجب

أعلم يا بني أنك تألمت كثيرا من ذلك السير الطويل الذي سرناه حتى نصل إلى ذلك المدير طلبا لتلك الحاجة التي حالت بيننا وبينها الحوائل.. وأعلم أنك تألمت أكثر عندما رفض المدير الإذن لنا بالدخول عليه، لتوضيح طلبنا، وبيان مدى حاجتنا.

لكني أنصحك بألا تتألم.. وأن تعبُر مما حصل لك، وتستفيد منه فنون الحكمة.. فالله ما وضع لنا العوائق في حياتنا الدنيا ليعذبنا، وإنما خلقها لنا ليربينا ويعلمنا.

وأول تلك العبر أن تعلم عظيم فضل الله علينا بإتاحة الفرص لنا لنحدثه متى نشاء، وكيف نشاء، وفي أي حاجة نشاء من غير أن تحول بيننا وبينه الحجب، ولا أن نتعب أقدامنا بالحركة، ولا أنفسنا بالهوان والذلة.

واعلم ـ يا بني ـ أن ذلك المدير الذي لم تتح لنا فرصة اللقاء به بعد ذلك الجهد الشديد، ليس سوى ذرة في مملكة الله الواسعة، وأنه لا يقدم ولا يؤخر لولا إذن الله له.. فلذلك انظر ـ من خلال تلك الحجب ـ إلى فضل الله عليك بطرقك لبابه، ولجوئك إليه، فهو ما حرمك من خلقك إلا لتضطر له وحده، وسترى عند ذلك عظيم فضله عليك.

وثاني تلك العبر أن تتعلم فنون رفع الحجب.. وأنك تحتاج فيها إلى بذل الجهد، فما وصل إلى غرضه كسول، ولا ارتفع إلى تلك الآفاق السامية صاحب همة دنية، وقد قال الله تعالى يبين الطريق لرفع الحجب بينه وبين خلقه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]

فإياك أن تركن للكسل، أو تتوهم أن المطالب العظيمة يمكنك أن تنالها بالتعب

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست