فالآية الكريمة
تجعل المؤمن جنديا في نصرة المستضعفين المظلومين في أي أرض، وفي مواجهة أي عدو..
بغض النظر عن دينه وعرقه وبلده.
وكما ينصر
المؤمن المستضعفين بتلك الطرق التي ذكرتها الآية الكريمة ينصرهم بغيرها أيضا.. فكل
سبيل أو وسيلة يمكنك بها أن تقف في وجه الاستكبار والظلم، فمارسها.. ولا تسمع
لأولئك الذين ينهونك عن التدخل في مثل هذه السياسة.. فمن لم يقف مع المظلوم وقف مع
الظالم لا محالة.. ومن سكت عن الظلم، فهو شيطان أخرس.
وأنبهك يا بني
إلى أن أخطر ما في السياسة اليوم ذلك التلاعب بالحقائق، عبر التلاعب بالعواطف..
حيث ترى رؤوس الاستكبار وأئمة الكفر ينشرون الخراب فيمن يخالفونهم بحجة تحرير
الشعوب، مع أنهم لا يقومون سوى بإثارة الفتن بينها، واستعمال من باعوا دينهم
وذممهم وأخلاقهم لذلك.. فاحذر أن تقع ضحية مكرهم.
وإن شئت أن تركب
سفينة النجاة في ذلك.. أو تحدد بوصلة الحق وأهله.. فابحث عن رؤوس الاستكبار
والظلم، فحيثما وجدتهم فخالفهم.. وحيث ساروا لا تسر.. وفي أي جبهة قاتلوا.. فقاتل
خلاف قتالهم.
هذه هي السياسة
يا بني.. فاحذر أن تتركها، أو تقع في حبائلها، أو تسمع لمن يدعوك إلى اعتزالها..
فأنت ممتحن في كل موقف من مواقفك.. والخطأ فيها كبيرة.. والخطيئة فيها جريمة.