تحركوا وفق تلك التعديلات التي أجراها الشيطان بفعل
الوساوس التي يوسوس بها، والتزيينات التي يزخرف بها الباطل ليحوله إلى حق.
ولذلك لا تنظر
يا بني لتلك التزيينات التي زينت بها الشبهات، ولا الزخارف التي طليت بها، فهي
ليست سوى زخارف أملتها الشياطين على أوليائها.. لقد قال الله تعالى يذكر ذلك:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ
مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112]، وقال: { وَإِنَّ
الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ
أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]
لذلك أدعوك يا
بني بدل أن تجري وراء الشبهات للرد عليها، أن تعيد عقلك إلى وعيه وإنسانيته وفطرته
السليمة، لأن بعض من استحوذ الشيطان على عقولهم، صاروا منغلقين تماما، يرون الحجج
أمامهم رأي العين، لكنهم لا يبصرونها، لأن الشيطان سد منافذ بصائرهم، وأخرجهم من
إنسانيتهم، واستحوذ عليهم.
لقد ذكر الله
تعالى ذلك، فقال: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ}
[المجادلة: 19]، ثم ذكر أن هؤلاء لم يعد فيهم شيء من الإنسانية، وإنما تحولوا
تحولا تاما إلا شياطين، فقال: {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ
الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [المجادلة: 19]
ثم ذكر صفاتهم
الكبرى التي يعرفون من خلالها، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } [المجادلة: 20]
فالصفة الكبرى
لهؤلاء الذين خرجوا من إنسانيتهم، وتحولوا إلى حزب الشيطان، هو محادة الله
ورسوله.. والاعتراض على الله ورسوله.. وسوء الأدب مع الله ورسوله.. وتوهم أن
عقولهم أعلم بالحقائق من الله ورسوله..