responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 176

بعد الأكل من الشجرة، ذلك أنه راح يتهم نفسه بالتقصير، وراح يسأل الله أن يمنحه الفرص الجديدة حتى يصحح ما وقع فيه من أخطاء.. لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال حاكيا قوله: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]

وهذه الكلمة هي دليل السعداء.. فالسعيد من لم يركن إلى نفسه، ولم يتوان معها، بل تراه دائما ينفر من هواها، ومن الوساوس التي يلقيها الشيطان عبرها..

وهو عندما يفعل ذلك، ينظر الله إليه بنظر الرحمة، ويزكي روحه، وتكون تزكية روحه مقدمة لقدرته على التحكم في نفسه، وفي أهوائها.. وقد علمنا رسول الله a أن نقول في الدعاء: (اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها) [1]

وعلمنا حفيده الإمام زين العابدين أن نقول مبتهلين هذا الدعاء الرقيق الذي يشكو فيه الإمام من التقصير في حق الله: (إلهي مالي كلما قلت: قد صلحت سريرتي، وقرب من مجالس التوابين مجلسي، عرضت لي بلية أزالت قدمي، وحالت بيني وبين خدمتك.. سيدي لعلك عن بابك طردتني، وعن خدمتك نحيتني، أو لعلك رأيتني مستخفا بحقك فأقصيتني، أو لعلك رأيتني معرضا عنك فقليتني، أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني، أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني، أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني، أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني، أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني، أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني، أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني، أو لعلك بقلة


[1] رواه مسلم (2722)

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست