وبعد أن علمنا
كيف نشكو لله تقصيرنا في حقه، وحزننا بسبب ذلك، علمنا أن نطلب منه أن يدلنا على
الهداية لسبيله، حتى لا يسلب دعاة الشقاوة الإيمان والهداية من قلوبنا، فقال:
(إلهي أنت أوسع فضلا وأعظم حلما من أن تقايسني بعملي، أو أن تستزلني بخطيئتي، وما
أنا يا سيدي وما خطري، هبني بفضلك يا سيدي، وتصدق علي بعفوك وجللني بسترك، واعف عن
توبيخي بكرم وجهك.. سيدي أنا الصغير الذي ربيته، وأنا الجاهل الذي علمته، وأنا
الضال الذي هديته، وأنا الوضيع الذي رفعته، وأنا الخائف الذي آمنته، والجائع الذي
أشبعته، والعطشان الذي أرويته، والعاري الذي كسوته، والفقير الذي أغنيته، والضعيف
الذي قويته، والذليل الذي أعززته، والسقيم الذي شفيته، والسائل الذي أعطيته،
والمذنب الذي سترته، والخاطئ الذي أقلته، والقليل الذي كثرته، والمستضعف الذي
نصرته، والطريد الذي آويته، فلك الحمد)
إلى آخر الدعاء
الذي يعلمنا كيف نلجأ إلى الله.. فلا ينجينا من الشقاوة، ومن دعاتها الكثيرين إلا
اللجوء إلى الله، والتضرع إليه، حتى تخنس عنا الشياطين التي لا تتوقف عن بث سمومها
في نفوسنا الأمارة بالسوء.