responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 54

بقادر على الوصول إلى أرواحهم.. بل بقي محصورا في محله الضيق من أجسادهم، والتي يعلمون أنها ستعود لا محالة إلى التراب الذي جاءت منه، لأن العبرة ليست به، وإنما بالروح التي تمتطيه..

لذلك نظروا إلى الجانب المملوء من كأس البلاء، ولم ينظروا إلى الجانب الفارغ منها، وقد قال تعالى يبين كثرة الخير المخزن في طيات ما نكره:﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ (النساء:19)

ولذلك نرى تلك التعازي الكثيرة من رسول الله a للمرضى والمبتلين تدعوهم إلى الأمل في فضل الله الواسع.. وألا تشغلهم آلامهم عن الخير الكثير الذي ينتظرهم في هذه الدار، وتلك الدار.

لقد قال رسول الله a مخبرا عن الإكرامات العظيمة التي أكرم الله بها الصابرين على بلائه، والراضين بقضائه: ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها)[1]

وعندما نزل قوله تعالى:﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً﴾ (النساء:123) تأثر الكثير من الناس، خوفا على أنفسهم من صرامة المحكمة الإلهية، فقال لهم رسول الله a مخففا: (قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها)[2]

ولهذا كان المرض ـ إذا ما صوحب بالصبر والرضا وعدم الاعتراض على الله


[1] صحيح البخاري 7/114 ح(5640).

[2] صحيح مسلم 4/1993 ح(2574)

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست