responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70

أخبركم بأهل النار وأهل الجنة؟ أما أهل الجنة، فكل ضعيف متضعف، أشعث ذي طمرين، لو أقسم على الله لأبره، وأما أهل النار، فكل جعظري جواظ، جماع مناع، ذي تبع)[1]

هل رأيت يا بني منزلتهم عند الله، ومكانتهم عنده، وعند رسوله، بل عند رسله جميعا.. فأولئك الذين حدثتهم كانوا لا يختلفون عن صحابة الرسل عليهم السلام.. ومع ذلك صبروا معهم، ورضوا بهم، وأثنوا عليهم.. بل لم يقف معهم في المواقف الصادقة إلاهم.

ارجع يا بني إليهم، فلعلك أحزنتهم، أو ملأت قلوبهم بالأسى، أو أخرجت من قلوبهم ذلك الرضى، وتلك السكينة.

ارجع إليهم تلميذا لا أستاذا.. ومريدا لا شيخا.. ومريضا لا طبيبا.. والتمس دعواتهم، وتذكر عند رجوعك لهم رسول الله a وحرصه عليهم، فقد روي أن سلمان، وصهيبا، وبلالا كانوا قعودا في أناس، فمر بهم أبو سفيان بن حرب، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها بعد، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ قال: فأخبر بذلك النبي a، فقال: (يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، فلئن كنت أغضبتهم، لقد أغضبت ربك)، فرجع إليهم، فقال: أي إخوتنا لعلكم غضبتم، فقالوا: لا يا أبا بكر، يغفر الله لك [2].

ولا تكتف يا بني بأن تعتذر لهم بلسانك.. بل شاركهم حديثهم، واجلس معهم كواحد منهم، فالبركات تتنزل عليهم، وعلى من جلس معهم.. فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.


[1] رواه أحمد (19/ 459)

[2] رواه مسلم (2504)

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست