responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 71

همم

لقد رأيتك اليوم يا بني تحدث قوما عن الهمة العالية، وأعجبني حديثك كثيرا، لكن ما ذكرته من مصاديق عن تلك الهمة لم يعجبني.. وربما لن يعجبك أيضا إن عرفت سبب ذلك، وحدثتك عما ورد في النصوص المقدسة عنه.

لا أريد أن أعيد عليك ما ذكرته؛ فأنت أدرى به مني، وأحسبك أخذت ما ذكرته من تلك الكتب الكثيرة التي تتحدث عن الهمم، وتذكر خلال حديثها عنها الفقراء الذين اغتنوا، والبسطاء الذين اشتهروا، والمهملين الذين صار لهم قيمة وجاه.

وكان لها أن تكون ذات قيمة علمية أكثر لو ذكرت أولئك الذين افتقروا بسبب حرصهم على الحق والخير.. أو أولئك الذين آثروا الخمول على الشهرة حرصا على دينهم.. أو أولئك الذين آثروا المناصب الوضيعة على الرفيعة حرصا على طهارة نفوسهم، وخوفا من تدنسها.

كان لها أن تذكر أولئك الذين آثروا الحق على الباطل.. فأصابهم من إيثارهم له ما أصاب الأنبياء والأولياء من ضيق العيش وكدر الدنيا وتغير الناس..

كان لها أن تذكر موسى عليه السلام الذي ترك جاه فرعون، وراح يبحث عن جاهه عند الله.. وترك قصر فرعون، وما فيه من الخدم والحشم، ليسير خائفا مترقبا إلى مدين، ويصبح راعي غنم، بعد أن كان معدودا في حاشية فرعون المقربين.

وكان لها أن تذكر ذلك الصحابي الجليل مصعب بن عمير الذي ترك العز الذي يعيشه، ليلتحق بالإسلام، وهو في عز شبابه، ويتحمل الأذى بسببه، ومن أقرب الناس إليه .. ذلك الذي كان يبالغ في اهتمامه بمظهره وزينته وشعره قبل الإسلام، وكانت أمه الثرية تكسوه أحسن الثياب وأرقها، وتعطره بأجمل العطور وأغلاه، وكان

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست