responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 72

رسول الله a يقول عند ذكره له: (ما رأيت بمكة أحدا أحسن لمة، ولا أرق حلة، ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير) [1]

لكن ذلك كله فارقه بعد إسلامه، فقد جهد ـ كما يذكر الرواة عنه ـ جهدا شديدا حتى إن جلده كان يتحشف كما يتحشف جلد الحية.. وقد روي أنه أقبل ذات يوم، والنبي a جالس في أصحابه، عليه قطعة نمرة قد وصلها بإهاب، فلما رآه أصحاب رسول الله a نكسوا رؤوسهم رحمة له، ليس عندهم ما يغيرون عنه، فسلم فرد عليه النبي a، وأحسن عليه الثناء وقال: (الحمد لله ليقلب الدنيا بأهلها، لقد رأيت هذا (يعني مصعبا) وما بمكة فتى من قريش أنعم عند أبويه نعيما منه، ثم أخرجه من ذلك الرغبة في الخير، في حب الله ورسوله) [2]

وكان لها أن تذكر سلمان المحمدي.. ذلك الذي ترك العز والجاه الذي كان يعيشه في ظلال والده الدهقان.. ثم سار في الأرض باحثا عن الحقيقة إلى أن وجدها، بعد أن ابتلي بالعبودية في سبيلها.. وبعد أن وصل إليها عاش زاهدا متواضعا.. ولم يتاجر بالحق الذي ضحى في سبيله.. ولم ينل من المكاسب إلا ما امتلأ به قلبه من الإيمان، ولسانه من الحكمة.

وقد روي أنَّ سعدا دخل عليه يعوده في مرض موته، فبكى سلمان، فقال له سعد: ما يبكيك؟ تلقى أصحابك، وترد على رسول الله a الحوض، وتُوفي رسول الله a وهو عنك راضٍ، فقال: (ما أبكى جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا؛ ولكنَّ رسول الله a عهد إلينا فقال: (ليكن بُلْغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب)، وهذه الأساود حولي ـ ولم يكن حوله حينها سوى مِطْهرة أو إِنجانة ونحوها.. عندما


[1] ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/ 116

[2] المرجع السابق، 3/ 82.

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست