بسبب التكذيب
والتلفيق والتزوير الذي مارسه المسيئون مع الحقائق والقيم التي جاءتهم بها الرسل
عليهم السلام.
لقد وضح رسول
الله a كيفية ذلك، وعلاقته بأعواد ثقاب الذنوب، فقال: (إن
العبد إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل قلبه، وإن زاد
زادت)[1]
لذلك احذر يا
بني من الذنوب، فإن فيها مواد سريعة الاشتعال، وفيها ما يشبه القنابل النووية التي
تحبط كل الأعمال.. كما قال تعالى محذرا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ
بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ
لَا تَشْعُرُونَ } [الحجرات: 2]
هل رأيت يا بني
كيف يفعل مجرد رفع الصوت أمام رسول الله a.. فكيف بمعارضته أو
السخرية مما ذكره أو دعا إليه.. فاحذر أن تغلبك نفسك وأهواؤك، فتقع في المعارضة،
فيحترق كل ما بنيته في نفسك من مكارم، أو وفرته لنفسك من الأجور.
فالمشكلة يا بني
.. ليست في كثرة الأعمال، وإنما في الحرص عليها.. والذي يبني المصانع والمتاجر..
ثم لا يوفر لها الحماية الكافية، ستكون عرضة للصوص ينتهبونها، فيتحول من الغنى إلى
الفقر.. ومن الثراء إلى الحاجة.
لقد ذكر الله
تعالى ذلك، وحذر منه، فقال: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ
أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ
يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 103 - 105]
[1] رواه أحمد (13/ 333) وابن ماجه (4244) ،
والترمذي (3334)