لهذا كن ورعا يا بني .. وأسرع كل حين إلى تفقد مصانعك
ومتاجرك وأعمالك حتى لا تتسلل إليها أعواد الثقاب التي تحرقها.. أو الفيروسات
الدقيقة التي تقتلها.. فالله الذي اختبرك بما يحبط الأعمال، وفر لك ما يحفظها..
والله الذي خلق أعواد الثقاب، وفر الماء الذي يطفئها.. والله الذي خلق الفيروسات
والميكروبات وفر لها ما يقتلها.
وقد ورد في
الحديث عن رسول الله a أنه قال: (تحترقون تحترقون، فإذا صليتم
الفجر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون،
فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم
تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون، فلا يكتب عليكم حتى
تستيقظوا) [1]
وفي حديث آخر
قال a: (إن لله ملكا ينادى عن كل صلاة، يا بنى آدم قوموا
إلى نيرانكم التي أوقدتموها، على أنفسكم فأطفئوها) [2]
وإياك يا بني أن
تفهم من هذه الأحاديث حروفها دون معانيها.. فتتوهم أن كل الجرائر والذنوب تُكفر
بالصلاة.. كلا فالنصوص المقدسة يُفهم بعضها من خلال مجموعها..
وقد أخبر a أن شر الناس من يكثر من الصلاة والصيام وقراءة القرآن الكريم، لكنه
يستعملها جميعا كأعواد ثقاب ليحرق بها كل شيء.. قال a:
(يخرج في هذه الأمة قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون
القرآن، لا