إلهي.. فهب لي جميل التسليم لك حتى أكون
كنبيك إبراهيم.. ذلك الذي طلبت منه في عالم الرؤيا لا في عالم اليقظة أن يذبح
ابنه، فأسرع إلى ذلك، لا يجادلك، ولا يماريك، ولا يعقب عليك.. لأنه يعلم أن رحمتك
التي وهبته إياه هي نفسها التي طلبت منه ذلك.
وهب لي ـ إلهي ـ ما وهبته لإسماعيل..
ذلك الفتى الحليم الذي تقبل أمرك، وسلم له، وطلب من أبيه أن ينفذه بكل دقة.. ولم
يتهرب، ولم يجادل، ولم يدخل ذلك البصيص الضئيل من العقل الذي يعقل عن الحقيقة.
إلهي.. أعوذ بك أن أتمرد على أوامرك، أو
أدخل أهوائي في شرائعك.. فأنت أعلم بمن خلقت، وأنت الحكم العدل، وأنت اللطيف
الخبير.
إلهي، وأعوذ بك أن يكون تسليمي لحكمك
تسليم المقهورين المجبورين المكرهين، فأنت أكرم من أن تقبل مثل هذا التسليم..
وأسألك بدله أن يكون تسليمي لك ولشريعتك
وحاكميتك تسليم المحبين الصادقين المخلصين.
وكيف لا يكون تسليمي لك مثل هذا
التسليم.. وكل كياني ساجد لك، خاضع لأمرك..
وهل يمكن أن أكون أدنى همة من ذلك الذي
قال لمحبوبته:
لو أرسلتْ، يوماً، بُثينة ُ تبتغي يميني،
ولو عزّت عليّ يميني
لأعطيتها ما جاءَ يبغي رسولها، وقلتُ
لها بعد اليمين: سليني
إلهي.. وأعوذ بك أن أدخل هواي في شريعتك، أو
أقدم عقلي على ذلك العقل المقدس الذي وهبته لنبيك، وأنزلته لنا في كتابك.. فأنت
الأعلم والأحكم، وأنت