نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10
وهذه شروط لا
تتسم بالعلمية، ذلك أنه من المستحيل أن يروي عن الشخص إلا من صحبه، وتأثر به،
وعايشه.. أما البعيد عنه، أو الذي ينظر إليه نظرة سلبية، أو يخاف على نفسه من
الاقتراب منه، فإنه يستحيل أن يسمع كلامه، فكيف بروايته.
ونحب أن ننبه
إلى أن اعتبار نهج البلاغة أو غيره من المصادر التي حوت أحاديث الإمام علي من كتب
الشيعة التي ينص التيار السلفي خصوصا على تكذيبها وحرمة الاقتراب منها، كذب محض،
فالكثير من أعلم المدرسة السنية في القديم والحديث يقتبسون من هذه المصادر سواء
كانوا من الصوفية، أو من المعتزلة أو من الأشاعرة أو غيرهم.
ومن أكبر
الأدلة على ذلك أن أكبر شارح لنهج البلاغة وهو ابن أبي الحديد، وهو يتبنى مواقف
المدرسة السنية من الصحابة.. ومن شراحها الشيخ صبحي الصالح، وهو من علماء الحديث
المعاصرين.. من شراحها الشيخ محمد عبده.. وهو داعية التنوير المعروف.. ومنهم الشيخ
محمد محيي الدين عبد الحميد، وهو العالم الأزهري المعروف.
بل إن الشيخ
محمد عبده أشاد بها كثيرا، واعتبرها من المصادر الضرورية للثقافة الإسلامية
الراقية، فقال في مقدمة شرحه له، وبداية علاقته به: (عرفت (نهج البلاغة) في صدر
الصبا.. وبقيت نغمات في الأذن، ثم أخذت أسمع بعد ذلك - كلَّما لمع خطيب على منابر
السياسة - قول الناس تعليقا على بلاغة الخطيب: لقد قرأ (نهج البلاغة) وامتلأ
بفصاحته وها أنا أعيد القراءة هذه الأيام فإذا البلاغة قد ازدادت في الأذنين حلاوة،
وإذا العبارات كأنما أضافت طلاوة إلى طلاوة..)[1]
[1] انظر مقدمة الشيخ محمد عبده لشرحه على « نهج البلاغة ».
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10