نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 12
البلاغة، ذلك
الكتاب الذي أقامه الله حجة واضحة على أن عليا كان أحسن مثال حي لنور القرآن
وحكمته، وعلمه وهدايته، وإعجازه وفصاحته.. اجتمع لعلي في هذا الكتاب ما لم يجتمع
لكبار الحكماء، وأفذاذ الفلاسفة، ونوابغ الربانيين، من آيات الحكمة السابغة،
وقواعد السياسة المستقيمة، ومن كل موعظة باهرة، وحجة بالغة تشهد له بالفضل، وحسن
الأثر.. خاض علي في هذا الكتاب لجة العلم، والسياسة والدين، فكان في كل هذه
المسائل نابغة مبرزا، ولئن سألت عن مكان كتابه من الادب بعد أن عرفت مكانه من
العلم، فليس في وسع الكاتب المترسل، والخطيب المصقع، والشاعر المفلق أن يبلغ
الغاية من وصفه، أو النهاية من تقريظه. وحسبنا أن نقول: أنه الملتقى الفذ الذي
التقى فيه جمال الحضارة، وجزالة البداوة، والمنزل المفرد الذي اختارته الحقيقة
لنفسها منزلا تطمئن فيه، وتأوي اليه بعد أن زلت بها المنازل في كل لغة)[1]
ومنهم عباس
محمود العقاد الذي قال عنه: (نهج البلاغة: هو ما اختاره الشريف الرضي أبو الحسن
محمد بن الحسين الموسوي من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو
الكتاب الذي ضم بين دفتيه عيون البلاغة وفنونها، وتهيأت به للناظر فيه أسباب
الفصاحة ودنا منه قطافها، إذ كان من كلام أفصح الخلق - بعد الرسول a -
منطقا، وأشدهم اقتدارا، وأبرعهم حجة، وأملكهم للغة يديرها كيف شاء الحكيم الذي
تصدر الحكمة عن بيانه، والخطيب الذي يملأ القلب سحر بيانه، والعالم الذي تهيأ له
من خلاط الرسول، وكتابة الوحي، والكفاح عن الدين بسيفه ولسانه منذ حداثته ما لم
يتهيأ لأحد سواه)[2]
وغيرهم
كثير.. فكلهم شهد بذلك.. ما عدا المدرسة السلفية، والتي سيطرت